-A +A
فاطمة بنت محمد العبودي
انتظرت مئات الخريجات، وفي مختلف التخصصات، تعيينهن معلمات ودام انتظارهن سنوات حتى جاء الفرج بإعلان وزارة التربية والتعليم حاجتها إلى 18 ألف معلمة في مختلف التخصصات، وتسابقت الخريجات لتجديد الطلب عبر الإنترنت حتى ازدحمت الشبكة واضطرت الخريجات للانتظار ساعات طوال أمام شاشات الحاسب الآلي وأحسسن أن تلك الساعات هي الأطول في حياتهن خشية انتهاء وقت التقديم قبل إدخال بياناتهن وكان انتظار النتائج أيضا أمراً صعباً لا بد منه.
وبعد ظهور النتائج لبعض المناطق تبين عدم وجود معيار واضح مقنع لاختيار المعلمات للوظائف، على الرغم من إعلان الوزارة أن شروط التعيين ستشمل الجوانب العلمية والتخصصية والتربوية، وكذلك شخصية المعلمة وسيتم التأكد من مكان إقامة المعلمات السكني للقضاء على مشكلة الحوادث المرورية التي تعاني منها المعلمات، كما ذكر في الخبر الذي تناقلته الصحف المحلية.
كتبت لي إحدى الخريجات من مدينة بريدة رسالة عبر البريد الإلكتروني تشتكي فيها عدم تعيينها وهي الحاصلة على شهادة جامعية من كلية التربية بتقدير ممتاز ولديها خبرة 9 سنوات في تدريس تخصصها وهو المكتبات في المدارس الخاصة، وقد تكبدت عناء العمل مع انخفاض الراتب طوال تلك السنوات أملاً في حساب ذلك عند المفاضلة في التعيين، لكنها فوجئت بأن جميع المعينات في تخصصها تقديرهن جيد جيدا، وتتساءل بحرقة عن سبب تفضيلهن عليها، وهي المتفوقة وذات الخبرة!!
والمرسلة ليست الوحيدة في هذا التساؤل، فكثير من الخريجات ممن لم يوفقن في التعيين وتم تعيين من هن أقل منهن تقديراً، يرغبن في إجابة مقنعة، ذلك أن تعيين المعلمات الجدد هوحديث المجالس هذه الأيام، وتتردد عبارة المحاباة والواسطة في التعيين كثيراً أثناء الحديث، خاصة ممن يشعرن بأحقيتهن في التعيين.
وفي الواقع ليس لدي إجابة عن هذا التساؤل لكنني أطرحه على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم لعل لديهم إجابة مقنعة تريحهن.
من جانب آخر قرأت الخميس الماضي مقالاً لأحد الكتاب في صحيفة اليوم يحتج فيه على اعتبار المقابلة الشخصية معياراً لتعيين خريجي كليات المعلمين، ويتساءل عن مصير من لم يجتز المقابلة،من المتقدمين، هل سيبقى دون تعيين طوال حياته وتضيع سنين دراسته هباءً أم أن وزارة التربية والتعليم ستقدم دورات تأهيلية للخريجين بحيث تنمو شخصياتهم ومن ثم قد ينالوا القبول في العام الذي يليه، لكنه يستبعد اتخاذ مثل هذا الإجراء من الوزارة، الأمر الذي يجعل هؤلاء الخريجين (من وجهة نظره) نهباً للفراغ، يعانون البطالة وقد تستغل بعض الفئات الضالة شعور الإحباط الذي ينتابهم لتجذبهم معها إلى دروب الإرهاب.
أقترح على وزارة التربية والتعليم إنشاء رابط على موقعها على الإنترنت للإجابة عن تساؤلات من لم يتم تعيينهم من المتقدمين الذين انطبقت عليهم الشروط، وتوضيح ما قد يغمض عليهم بهذا الخصوص مع انتهاج الشفافية والوضوح ما دام التعيين قد بني على معايير واضحة بعيداً عن المجاملة والمحسوبية، إراحة لنفسياتهم وطمأنة لهم، وتأكيداً على أن حقهم في التعيين لن يضيع، إن عاجلاً أو آجلاً.
fma34@yahoo.com

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة